عُقد بعد صلاة الجمعة، اليوم، إجتماع في ثكنة زغيب في صيدا بين مسؤول فرع إستخبارات الجيش اللبناني في الجنوب العميد سهيل حرب وممثلي حركتي “فتح” و”حماس” والفصائل الفلسطينية للتباحث في وقف إطلاق النار في عين الحلوة، فيما لم يحضر الإجتماع ممثلون عن القوى الإسلامية. وتكثّفت الإتصالات لبنانياً وفلسطينياً مع قيادة “فتح” للضغط عليها من أجل وقف القتال.
رشاشات PKC وقذائف.. اشتداد وتيرة المعارك في مخيم #عين_الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي #لبنان #شاهد_سكاي pic.twitter.com/Uhx3CuMSuP
— سكاي نيوز عربية (@skynewsarabia) September 8, 2023
ميدانياً، يسود هدوء هش المخيّم بالتزامن مع إتصالات التهدئة لوقف القتال الذي إندلع ليل أمس. وكانت الإشتباكات قد إمتدّت فجر اليوم إلى حي حطين بعد أن طلب إسلاميو الطوارىء من إسلاميي حطين مؤازرتهم. وردّت “فتح” على مصادر النيران في حطين، ما خلّف أضراراً جسيمة في المنازل.
وتجدّدت الإشتباكات بعد تراجع حدّتها في ساعات الصباح الأولى إثر ليل صاخب على وقع القتال بين “فتح” والتكفيريين. قنابل ورصاص رُميت بشكل متقطّع على محور البراكسات حيث تتمركز “فتح” ومحور الطوارىء حيث “الشباب المسلم”. وقد بدأ الإشتباك ليل أمس بعد شنّ “فتح” هجوماً بالقصف على حي الطوارىء لإخراج مسلحي بقايا “جند الشام” و”فتح الإسلام” من مجمع مدارس “الأونروا”.
إلى ذلك، أُصيب عنصر في الأمن العام خلال الإشتباكات برصاصة طائشة في رأسه ونُقل إلى مستشفى حمود حيث خضع لجراحة عاجلة. كما سقطت قذيفة على مقر الأمن العام في مبنى سرايا صيدا المقابل للمخيم، وتسبّبت بأضرار جسيمة.
وتجدّد القتال في المخيم بعد هدنة إستمرّت منذ مطلع آب الماضي إثر جولة أولى من المعارك بين الطرفين دامت حوالي أسبوع.
وعلى غرار الجولة الأولى، نزح الآلاف من أهالي المخيم باتجاه صيدا. واستقر غالبيتهم في مسجد الموصلي المحاذي للمخيم وفي باحة بلدية صيدا.
إلى ذلك، تمّ قطع السير من الأتوستراد الشرقي لصيدا وأوتوستراد الغازية وتحويله إلى الطريق البحرية.
كما أعلنت الجامعة اللبنانية إقفال كلّ فروعها في صيدا اليوم وتأجيل الامتحانات التي كانت مقرّرة اليوم إلى موعد لاحق “بسبب الأوضاع الأمنية المستجدة في صيدا وحرصًا على سلامة الطلاب والأساتذة والموظفين”، مشيرةً إلى أنّ رئاسة الجامعة ستصدر بيانات لاحقة وفق تطوّر الأوضاع.
الأمم المتحدة تطالب بوقف القتال
في السياق، وجّه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، عمران ريزا، نداءً عاجلاً لوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس التابعة لـ”الأونروا”.
وأوضح ريزا، في بيان، أن “الإشتباكات المستمرة في مخيم عين الحلوة للاجئي فلسطين، إلى جانب الاستيلاء المستمر على ثماني مدارس تابعة للأونروا، تمنع وصول ما يقرب من 6,000 طفل إلى مدارسهم على أعتاب العام الدراسي”.
وطالب ريزا المجموعات المسلحة بـ”وقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء هذه المدارس فوراً وتسهيل عمل الأونروا وغيرها من المنظمات الإنسانية من أجل توفير الحماية والمساعدة الضروريتين لكل العائلات المحتاجة”.
وإذ أكد أن “حماية المدنيين، بما في ذلك الأطفال، وضمان وصولهم إلى المدارس في مأمن من جميع أشكال العنف والاستغلال، هي مسؤولية مشتركة”، شدد على وجوب “إتخاذ جميع الجهات الفاعلة المعنية الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق، ووضع حدّ لاستخدام البنى التحتية المدنية لأغراض القتال”.