أعرب البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن أسفه للمعارك الدائرة في مخيم “عين الحلوة”، مشيراً إلى أنّها “تخلّف قتلى وجرحى ومشردين وتنشر الخطر والذعر في صفوف الآمنين في المنطقة”، ومعتبراً أنّها “تصيب في الصميم القضية الفلسطينة”.
وشدد الراعي خلال قداس الشهداء في كنيسة سيدة إيليج، على أنّه “لا يمكن أن يكون لبنان حيادياً حيال ثلاثة: إسرائيل، الإجماع العربي إذا حصل، والحق والباطل”. ورأى أن “الحياد يقتضي تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، وعن الدخول في حروب على مستوى هذين الصعيدين. كما يقتضي أن يضبط لبنان سيادته الداخليّة أوّلاً بجيش واحد، وسلطة واحدة، وسياسة خارجيّة واحدة، ثمّ سيادته الخارجيّة على حدوده بضبطها وفي الدفاع عن نفسه بقواه الذاتيّة المنظّمة”.
وأكّد الراعي “جوب انتظام المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية، وتطبيق اتّفاق الطائف نصّاً وروحاً، فيوضع حد للفوضى في السلطة الدستوريّة، وفي التعيينات الإدارية والأمنية، وللتفسير العشوائيّ للدستور المعدّل باتفاق الطائف، وللخلط بين مخالفة الدستور والميثاقيّة. فلا يختبئ مخالفو الدستور وراء الميثاقية”.
وإذ “أشاد بالتعددية الثقافية والدينية في الوحدة، التي يمتاز بها لبنان عن سواه من بلدان الشرق الأوسط”، إعتبر أنّ “التعدّديّة في الوحدة منظمة في الدستور. وتجعل من لبنان واحة تلاقٍ وحوار وحريّات مدنيّة عامّة كـما تقرّها شرعة حقوق الإنسان، التي وقّعها لبنان منذ إعلانها سنة 1948، وأصبحت بنوداً واضحة في الدستور”.
في سياق منفصل، قدّم البطريرك الماروني باسم الكنيسة المارونيّة “التعازي الحارّة لملك المغرب محمّد السادس وسفير المملكة في لبنان والشعب المغربيّ”، قائلاً: “آلمتنا كما العالم كلّه ضحايا الزلزال الذي أصاب منطقة من مملكة المغرب، تسبّب بمئات من الضحايا والآلاف من الجرحى، والمنازل المتهدّمة. نصلّي إلى رحمة الله في هذه الذبيحة المقدّسة من أجل راحة نفوس الموتى، وشفاء المرضى، وافتقاد المشرّدين من دون مأوى”.