نداء الوطن –
بين تصعيد اسرائيل حربها ضدّ الفلسطينيين، وتأكيد إيران عدم وقوف موقف المتفرّج وتوعّد وزير خارجيتها حسين أمير عبداللهيان بـ”خسائر فادحة” ستلحق بأميركا أيضاً إذا “اتّسع نطاق الحرب ضدّ قطاع غزة”، يحضر شبح الحرب ضدّ لبنان مجدّداً من بوابة الجنوب، بفِعل التطورات العسكرية على الحدود.
واستفسر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من القائد العام للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ارولدو لازارو عن ملابسات سقوط أحد الصواريخ في مقرّ لليونيفيل في الناقورة.
وفي الحركة السياسية، توجه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وبعد اللقاء تمنى جنبلاط أن “يبقى لبنان خارج هذه الدائرة الا اذا أصرّ العدو الاسرائيلي على الاعتداء، سياستنا في الاساس كانت عدم الاعتداء لكن نلاحظ الاعتداء وراء الاعتداء في كل يوم من قبل إسرائيل”. أضاف: “إنّ ما يجري رهيب ينسى البعض القضية الأساس وينسى البعض المشروع الاساس الذي جميع العرب، وتقريباً كل العالم وافق عليه نظرياً هو حل الدولتين”.
والأوضاع الراهنة “صعبة جدّاً”، بحسب توصيف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع و”مرشّحة للتطوّر أكثر وأكثر”، كما قال، منبّهاً الى أنّنا “معرّضون في كل لحظة لتفجّرها في المنطقة، في حال لم يتم إيجاد حلّ للقضية الفلسطينيّة”. ورأى أنّ حكومة تصريف الأعمال “في ظل ظرف الحرب الذي نعيشه حالياً، لديها الحق دستورياً في الإنعقاد كل 5 دقائق إن احتاج الأمر واتخاذ كل القرارات الموجبة”، لكنّها “غير موجودة”، و”لا تهزّ ساكناً ولو أنه من واجبها التصرّف وفقاَ للدستور”.
وأبدى متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده رفضه لما يحصل في غزة، وأمل في “أن تهزّ هذه الكارثة ضمائر قادة العالم”، مبدياً ألمه لـ”غياب الموقف اللبناني الرسمي الموحّد، وعدم التشديد على ضرورة إبعاد لبنان عن هذا الصراع”، مؤكداً أنّ لبنان “غير قادر على دفع أثمان إضافية هو عاجز عن دفعها وهو بغنى عن التورّط في نزاعٍ سينعكس جحيماً على شعبه وما تبقّى من مؤسساته”.
“قوى التغيير”
وقال بيان لعدد من أحزاب ومجموعات ونواب وشخصيات من “قوى التغيير”، إنّ “المخزي الغياب التام للحكومة اللبنانية، حتى بلغ الاهتراء السياسي برئيسها المجاهرة بعجزها وعدم امتلاكها لقرار الحرب والسلم”، و”إن استعادة سيادة الدولة المطلقة على ارضها وقرارها هو المدخل الوحيد لانقاذ لبنان من الانهيار الشامل ومن الارتهان والخضوع لهيمنة فريق سياسي”. وطالب السلطتين التنفيذية والتشريعية “بتحمّل مسؤولياتهما الوطنية والدستورية، عبر الإسراع بتنفيذ سلسلة من الخطوات العملية وأهمها:
– انتخاب رئيس للجمهورية من اجل اعادة تشكيل السلطة وانتظام الحياة الدستورية وعمل المؤسسات للحد من تداعيات الازمة.
– الدعوة الفورية لانعقاد مجلس الدفاع الاعلى من اجل اتخاذ الخطوات العملية لحماية لبنان ومنها استدعاء الاحتياط لتعزيز انتشار الجيش على الحدود الجنوبية والتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية من اجل التأكيد على تنفيذ القرار 1701.
– تكليف وزارتي العدل والخارجية تحضير شكوى ضدّ العدو الاسرائيلي بعد اعتداءاته الأخيرة والتي ذهب ضحيتها المصوّر الصحافي الشهيد عصام العبد الله واصابة عدد من الصحافيين في انتهاك صارخ لاتفاقيات جنيف الاربع، وارسال وزير الخارجية فوراً الى مجلس الأمن الدولي لمتابعتها.
– تكثيف الحركة الدبلوماسية اللبنانية باتجاه جامعة الدول العربية لإنتاج موقف عربي حاسم لحماية لبنان، وباتجاه المجتمع الدولي للضغط لايقاف العدوان.
– عقد اجتماع فوري للجنة الخارجية والدفاع في المجلس النيابي للبحث في كيفية تحصين لبنان.
– دعوة مجلس الوزراء فوراً واصدار موقف واضح برفض زجّ لبنان في حروبٍ لا قدرة له على احتمالها ولا مصلحة له فيها وابلاغ وزراء حزب الله رسمياً به. إشارة إلى أنّ الأحزاب التي شاركت في اللقاء هي: خط احمر، تقدّم، الكتلة الوطنية. أما المجموعات فهي: لقاء الشمال 3، انتفض للعدالة والسيادة (طرابلس)، تيار التغيير في الجنوب، لقاء تشرين، عكار تنتفض، One Young Lebanon.
وعلى المقلب الآخر، أكّد النائب حسن فضل الله الجهوزية “لأي إحتمال، والتطورات تتدحرج والعدو يعرف كيف يبدأ لكنه لا يعرف أين سينتهي”. وأعلن النائب ابراهيم الموسوي أن “قوى المقاومة في أعلى مستوى من التنسيق”. ونبّه عضو المجلس المركزي في “حزب الله” نبيل قاووق من أن “أي عدوان إسرائيلي على لبنان في أي زمان ومكان، سيقابل بالردّ القاسي والعاجل”.
وفي التحذيرات الدييلوماسية، حذّرت الحكومة الألمانية مواطنيها من التوجه إلى إسرائيل والاراضي الفلسطينية ولبنان بسبب “تصاعد العنف” في المنطقة.
وحضر تصاعد التطورات العسكرية على الحدود اللبنانية الفلسطينية وكذلك الاعمال العسكرية بين اسرائيل وقطاع غزة في لقاء السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا مع اللواء عباس ابراهيم في مكتب الأخير.
تربوياً، حصر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي الإقفال بالمدارس والمهنيات الرسمية والخاصة الواقعة في القرى الملاصقة تماماً للحدود الجنوبية الدولية دون سواها، على أن تستأنف الدراسة في سائر المدارس الواقعة في الأقضية كافة.