طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التي تقيم إتفاقيات مع إسرائيل “إلغاء هذه الإتفاقيات فوراً”، مؤكداً أنّ “الدفاع عن غزة وعن فلسطين ليس مسؤولية فصيل فلسطيني بعينه وليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم هي مسؤولية الأمة جمعاء”.
ولفت بري، خلال كلمة ألقاها عبر تقنية “الفيديو كول” في المؤتمر الطارئ الذي عُقد في الجزائر على مستوى رؤساء المجالس النيابية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إلى أنّ «المشروع الإسرائيلي الذي ينفذ الآن فوق جغرافيا قطاع غزة بالدم والنار والتدمير والذي يتبارى المستويان السياسي والعسكري في الكيان الإسرائيلي التباهي بإعلانه وكشف نياته من خلال العودة إلى التلويح بمخطط “الترانسفير” للشعب الفلسطيني من قطاع غزة باتجاه شبه جزيره سيناء إذا ما قدّر لهذا المخطط أن يمرّ هو ليس سقوطاً وقضاء على القضية الفلسطينية، إنما هو سقوط للأمن القومي العربي والاسلامي”، مؤكداً “حق الشعب الفلسطيني في نضاله ومقاومته المشروعة بكلّ الوسائل المتاحة من أجل تحقيق حلمه بالعودة وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
ميقاتي
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عبر عن موقفه خلال لقاءاته في السرايا اليوم، ورأى أن “لا مصلحة لأحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان لأنّ اللبنانيين غير قادرين على التحمّل”. وقال إنّ “الحكومة تواصل اتصالاتها داخلياً وخارجياً لإبقاء الوضع هادئاً في الداخل اللبناني قدر المستطاع وإبعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة”.
وشدّد ميقاتي على أنّ “الإتصالات تتمّ بعيداً من الإثارة الإعلامية حرصاً على نجاحها ولعدم إثارة الهلع عند الناس”، معتبراً أنّ “الإتهامات التي توجّه إلى الحكومة بالتقصير هي اتهامات سياسية للتحامل ولا أساس لها على أرض الواقع”.
وقال ميقاتي إنّ “هناك وحدة لبنانية كاملة تضامناً مع فلسطين، لكن لا مصلحة لأحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان،لان اللبنانيين غير قادرين على التحمّل”. وأضاف أنّ “لبنان في عين العاصفة، والمنطقة ككل في وضع صعب ولا يمكن لأحد أن يتكهّن بما قد يحصل”، لافتاً إلى أنّ “الأمور تقارب وفق تغيّر الساعة وتتابع الأحداث، ولا أحد يمكن توقع أيّ شيء. لكن الأكيد أنّ إسرائيل تسعى إلى مضاعفة إستفزازاتها”.
وأشار إلى أنّه تبادل الاتصالات مع الإدارة الاميركية، مع نيولاند، باربرا ليف، آموس، وأيضاً مع رئيسة وزراء إيطاليا والرئيس الفرنسي والرئيس أردوغان ووزير خارجية تركيا. كذلك “تواصلت عدة مرات مع وزير خارجية الأردن ورئيس وزراء قطر، الأمين العام للامم المتحدة مرات عدة، ووزير خارجية بريطانيا ووزيرة خارجية كندا”.
وأضاف: “يبدو من خلال الاتصالات الجارية الإقليمية الدولية الجارية أنّ هناك ضغطاً كبيراً للتوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة. كما أنّ تصريح الرئيس الأميركي فجر اليوم من أنه لا ينصح إسرائيل بالدخول إلى غزة، وموقف الرئيس المصري، والحركة الديبلوماسية الجارية عندنا، كلها عوامل تؤشر إلى الهدوء في حال وقف الاعتداءات الاسرائيلية”.
وقال: “نحن نقوم بما يلزم من اتصالات بشكل هادئ وبعيداً من الاستعراض الإعلامي، لأنّ المبالغة في الحديث عن هذه الاتصالات سيولّد نوعاً من الخوف الإضافي عند الناس. البعض يسأل لماذا لم ندع المجلس الأعلى للدفاع إلى الاجتماع، والمجلس يرأسه رئيس الجمهورية، فهل المطلوب إثارة إشكالية داخلية إضافية؟ ومن باب الحرص على الجميع دعوت القادة الأمنيين جميعهم إلى جلسة مجلس الوزراء”.
ولفت إلى أنّه “في إسرائيل شكلوا حكومة في أسرع وقت فلتتوحّد الإرادات اللبنانية لانتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جامعة لإظهار الحرص الكامل والجامع على الوطن”.