نداء الوطن –
في سياق حملة الإغتيالات التي أطلقتها الدولة العبرية في سوريا ولبنان منذ 7 تشرين الأول، مستهدفةً قادة ومستشارين عسكريين في التنظيمات المسلّحة الموالية لطهران، قُتل 8 أشخاص جرّاء قصف إسرائيلي بـ3 صواريخ إستهدف مقرّاً لـ”حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني في منطقة السيدة زينب قرب دمشق أمس، بحسب “المرصد السوري”، الذي ذكر أن بين القتلى عنصرَين من “حزب الله” و3 سوريّين يعمل أحدهم مرافقاً لضابط في “الحرس الثوري”.
وفي هذا الصدد، أكدت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن إسرائيل إستهدفت “مركزاً استشاريّاً إيرانيّاً في منطقة السيدة زينب”، لكن بعد وقت قصير نفى السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري إستهداف مركز إستشاري إيراني وإصابة مستشارين إيرانيين. كما عدّلت وزارة الدفاع السورية بيانها الذي أكدت فيه “إرتقاء عدد من المستشارين الإيرانيين وآخرين مدنيين ووقوع عدد من الجرحى” جرّاء القصف الإسرائيلي، إذ ذكرت لاحقاً أن القصف أسفر عن عدد من القتلى والجرحى المدنيين.
وبعدما تعهّد الرئيس الأميركي جو بايدن بالردّ إثر هجوم تبنّت مسؤوليته “المقاومة الإسلامية في العراق” المدعومة من إيران أدّى إلى مقتل 3 عسكريين أميركيين وإصابة أكثر من 40 آخرين في قاعدة أميركية في الأردن الأحد، كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لوكالة “فرانس برس” عن إطلاق “عدّة صواريخ على القوات الأميركية وقوات التحالف في قاعدة الشدّادي في شمال شرق سوريا” أمس، مؤكداً أنّه “لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو أضرار في البنى التحتية”.
وبينما أفاد البنتاغون بأن هجوم الطائرة المسيّرة في الأردن يحمل بصمات “كتائب حزب الله”، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أنه “لن نتسامح أنا وبايدن مع الهجمات على القوات الأميركية وسنقوم بكلّ التحرّكات الضرورية للدفاع عن بلادنا وقواتنا”، فيما شدّد البيت الأبيض على أن “هجوم الأحد شكّل تصعيداً ويتطلّب ردّاً وسيردّ بايدن بالطريقة الملائمة، لكنّنا لا نسعى إلى حرب مع إيران ولا نُريد نزاعاً أوسع في الشرق الأوسط”.
ويتعرّض بايدن للكثير من الضغوط الداخلية إثر مقتل الجنود الأميركيين، إذ سارع خصمه المحتمل في الإنتخابات الرئاسية المقبلة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى وصفه بأنه “ضعيف”، مؤكداً أن الهجوم لم يكن ليحدث “أبداً” خلال ولايته، فيما دعاه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى “ضرب أهداف ذات أهمية داخل إيران، ليس فقط إنتقاماً لمقتل قواتنا، لكن كرادع ضدّ أي عدوان في المستقبل”. كما اعتبر السيناتور الجمهوري توم كوتون أن “الردّ الوحيد يجب أن يكون عسكريّاً مدمّراً ضدّ القوى الإرهابية الإيرانية في إيران والشرق الأوسط. وإلّا فإنّ جو بايدن سيؤكد أنه جبان ولا يستحق أن يكون القائد الأعلى للقوات المسلّحة”.
وفي حين دانت السعودية ودول خليجية عدّة بشدّة الهجوم الذي إستهدف “البرج 22” وأوقع 3 قتلى أميركيين، أكد المتحدّث بإسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن بلاده “لا تُريد أن يتوسّع الصراع في الشرق الأوسط”، مدّعياً أن “جماعات المقاومة في المنطقة لا تتلقّى أوامر من إيران وتكرار هذه الإتهامات مؤامرة لمَن يرون أن مصلحتهم تكمن في جرّ أميركا إلى معركة جديدة في المنطقة”. من جهته، دعا العراق إلى “وقف دوامة العنف” في المنطقة، مؤكداً “ضرورة إفساح المجال للمفاوضات الجارية مع الجانب الأميركي”.
إلى ذلك، فرضت واشنطن ولندن عقوبات على شبكة تعمل “بناءً على طلب من وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية” وقد نفّذت عمليات إغتيال واختطاف في عدّة دول بهدف إسكات المعارضين للنظام الإيراني، بحسب واشنطن. وشدّد وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون على أن “النظام الإيراني والعصابات الإجرامية التي تعمل لصالحه يُشكّلون تهديداً غير مقبول لأمن المملكة المتحدة”، مؤكداً أن واشنطن ولندن “لن تتسامحا مع هذا التهديد”.
أما في الداخل الإيراني، فأعدمت إيران شنقاً 4 رجال دينوا بالتعاون مع أجهزة الإستخبارات الإسرائيليّة في إطار خطّة لتخريب موقع للدفاع الإيراني، بينما أكدت منظمة العفو الدولية أن الرجال الـ4 “معارضون إيرانيون أكراد” وحُكم عليهم بالإعدام “بعد محاكمة سرّية جائرة جدّاً”. وأفادت “منظمة حقوق الإنسان في إيران” بأنّ الإعدام “حدث بناءً على إعترافات تم الحصول عليها تحت التعذيب وبلا محاكمة عادلة”.
في الأثناء، أعلنت القوات البحرية في المحيط الهندي تحرير سفينتَي صيد إختطفهما قراصنة صوماليون في شكل منفرد، حيث حرّرت البحرية الهندية سفينة صيد إيرانية قبالة سواحل الصومال، كما حرّرت قوات كوماندوز من جزر سيشل سفينة صيد سريلانكية.