حث وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الأحد، من بيروت، على وضع حد للتصعيد بين حزب الله وإسرائيل، تجنباً لـ”السيناريو الأسوأ”، على حد تعبيره.
ومنذ بداية الحرب في غزة، تدور إشتباكات يومية عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
وعلى مرّ الأسابيع، تصاعد القصف المتبادل بين إسرائيل التي باتت تضرب الأراضي اللبنانية في عمق أكبر، وحزب الله الذي أصبح يشنّ هجمات أكثر تطوّراً على مواقع إسرائيلية عسكرية.
وأوضح سيجورنيه، “نحن نرفض السيناريو الأسوأ في لبنان، لا مصلحة لأحد بأن تواصل إسرائيل وحزب الله هذا التصعيد، وحملت معي هذه الرسالة إلى هنا، وسأحمل هذه الرسالة نفسها إلى إسرائيل الثلاثاء”.
تصريحات سيجورنيه، جاءت في مؤتمر صحافي عقده عقب لقائه مسؤولين لبنانيين، بينهم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
وأضاف الوزير الفرنسي، مسؤوليتنا تقضي بتجنّب التصعيد، وهذا هو دورنا أيضاً في اليونيفيل ولدينا 700 جندي هنا.
وأشار مصدر دبلوماسي فرنسي، إلى أن القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله تضاعف منذ 13 و14 نيسان الجاري.
وهذه الزيارة الثانية لسيجورنيه إلى لبنان، منذ تعيينه في منصبه في كانون الثاني الماضي، وهي تأتي في إطار جولة في الشرق الأوسط، تتخلّلها محطة في الرياض، لحضور اجتماعات حول الوضع في غزة.
وكان سيجورنيه قد زار قوات حفظ السلام في الناقورة بجنوب لبنان، حيث قال إنه سيقدم مقترحات لمسؤولين لبنانيين، بهدف تهدئة التوتر بين حزب الله وإسرائيل، ومنع نشوب حرب.
وأضاف سيجورنيه، أنه إذا لم تكن هناك حرب في غزة، يمكن الحديث عن وجود حرب في جنوب لبنان، بالنظر إلى عدد الضربات والتأثير على المنطقة.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون، إلتقيا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من هذا الشهر لمناقشة الإقتراح الفرنسي لخفض التصعيد.
جبهة الجنوب
إلى ذلك، أعلن حزب الله تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، بينما أعلنت فرنسا تقديم مقترحات للبنان، اليوم الأحد، بهدف تهدئة التوتر بين الحزب وإسرائيل.
وقال الحزب إنه إستهدف مبنى يستخدمه جنود إسرائيليون في مستوطنة شتولا وحقق إصابة مباشرة. وأوضح أنه قصف مواقع البغدادي والسماقة ورويسات العلم.
وكان حزب الله قد قصف بعشرات صواريخ الكاتيوشا مستوطنة ميرون والمستوطنات المحيطة بها ردا على الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في جنوب لبنان.
وشنت المقاتلات الإسرائيلية 7 غارات على بلدات عيتا الشعب وطيرحرفا ومارون الراس، وتعرض محيط بلدات حدودية عدة جنوبي لبنان لقصف مدفعي إسرائيلي.
في غضون ذلك، شيعت الجماعة الإسلامية في لبنان إثنين من قادة جناحها العسكري، إغتيلا يوم الجمعة الماضي في غارة إسرائيلية بالبقاع الغربي، شرقي لبنان.
وكانت الجماعة قالت إن مسيرة إسرائيلية إستهدفت سيارة إثنين من قادة “قوات الفجر” على طريق بلدة ميدون بالبقاع الغربي، و”إنهما إستشهدا دفاعاً عن جنوب لبنان ونصرة لفلسطين”.
وتضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي لعدوان إسرائيلي، يتبادل حزب الله وفصائل لبنانية وفلسطينية مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً عند الحدود، أسفر عن قتلى وجرحى بين الطرفين.
وتواصل إسرائيل حربها المدمرة على غزة رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة إرتكاب “إبادة جماعية”.