كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـصحيفة “نداء الوطن” أن بعض قيادات قوى 8 آذار بدأ ينشط باتجاه مفاتحة ممثلين عن جهات خارجية باحتمال طرح “تأجيل الإنتخابات لمدة سنة واحدة”.
وإذ أوضحت أنّ العاملين على خط تسويق هذا الطرح “يتجنبون الحديث عن التمديد لولاية المجلس النيابي لكونها فكرة غير قابلة للحياة ومرفوضة داخلياً وخارجياً”، نقلت المصادر في المقابل أنّ مقاربة قوى الأكثرية لتأجيل الاستحقاق الانتخابي “تدرّجت من محاولة ضخ أجواء تشكيكية بالقدرة على إنجاز الاستحقاق على وقع ترداد عبارة “إذا حصلت الإنتخابات” في الصالونات السياسية، مروراً بتسخيف مفصلية الانتخابات في حال حصولها، والتخفيف من أهميتها باعتبارها لن تُحدث أي تغييرات جذرية في تركيبة المجلس النيابي إنما ستقتصر على بعض الخروقات الموضعية المحدودة في بعض المناطق”.
وبناءً عليه، يجري الترويج حالياً للتأجيل الإنتخابي لمدة عام، وفق “نداء الوطن”، إنطلاقاً من “إشاعة أنّ المنظومة السياسية الحاكمة راهناً ستحافظ على أكثريتها، سواءً حصلت الانتخابات في موعدها أو تأجلت لذا فمن الأفضل اعتماد خيار التأجيل لتجنيب البلد خضات إضافية في ظل الظروف الضاغطة التي يعيشها اجتماعياً واقتصادياً، أقلّه ريثما يتم تمرير المشاريع الإصلاحية في الحكومة والمجلس وإبرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لكي يصار إلى تنفيس الاحتقان وتهيئة الأجواء لإنجاز الانتخابات في أجواء مريحة، وسط تلميح صريح من قبل المنظّرين لسيناريو التأجيل إلى إمكانية أن تفرض الأزمة الخانقة نفسها على الأرض، فيصبح متعذراً إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده، محذرين من فرضية حصول وقائع ميدانية مباغتة من شأنها أن تجعل عملية الانتخاب مشوبة بالمخاطر الأمنية، مع الإشارة في هذا المجال إلى تحركات “اتحادات بسام طليس” الأخيرة على الأرض للاستدلال منها على احتمال نزول المعترضين على الأوضاع المعيشية إلى الشارع وتقطيع الطرقات في بيروت والمناطق، لتصبح حينها عملية التنقل والوصول إلى أقلام الاقتراع مهمة مستحيلة”!
صحيفة “اللواء” ذكرت أن بعض الأندية السياسية تناولت إحتمالات تأجيل الإنتخابات النيابية، إذا ما تبيّن ان لا إمكانية لتحقيق خرق يقلب المعادلة في المجلس النيابي، بعد غياب الرئيس سعد الحريري عن المسرح. وطرحت سيناريوهات عدّة، منها سيناريو يروّج لتعميم التجربة العراقية في لبنان، ومنع “الثنائي” من إنتخاب الرئيس نبيه برّي لرئاسة المجلس مرّة جديدة.
وفي السياق، يرد مصدر مقرّب من “الثنائي الشيعي”، بأن لبنان ليس العراق ولا يمكن لأي جهة عربية أو غربية فرض إنتخاب رئيسي مجلس النواب والجمهورية على قياس طموحاتهم في المنطقة، او المساس بشرعية المقاومة والمعادلة الذهبية التي حمت لبنان في وجه العدو الاسرائيلي”، مع تشديد المصدر على استحالة القبول ببهاء الحريري كخليفة محتملة لأخيه، والذهاب إلى حد عدم الترحيب به، وبالموازاة طرح أكثر من علامة إستفهام حول ما يستند إليه بهاء في دخوله المعترك السياسي، في “ظل عدم وجود راع دولي أو عربي، أو تأييد داخلي وسنّي”.