تشهد مفاوضات “الحزب التقدمي الإشتراكي” مع “القوات اللبنانية” جموداً يذكّر بشريط وقائع الإستحقاق الماضي، حين تعرّضت المشاورات بين الفريقين للكثير من العقبات والمطبات إلى حين تمّت تسويتها قبل أسبوعين فقط من موعد فتح صناديق الإقتراع. لم يصل التفاهم الإنتخابي على أسماء المرشحين في دائرة جبل لبنان الرابعة (عاليه ــ الشوف)، بين الحزبين، إلى خواتيمه السعيدة بعد، إذ يواجه تعثّراً، في ظل تباين بين المختارة ومعراب في أكثر من دائرة.
اليوم، وبحسب صحيفة “نداء الوطن”، يبدو أنّ التجربة ذاتها تعيد نفسها، خصوصاً أنّ الفريقين مقتنعان أنّ تحالفهما ضروري ولا يمكن تجاوزه، وأنّ سيناريو الإفتراق الحبيّ قد تكون له مفاعيل سلبية على الأرض وقد ينعكس توتراً لا يريده أيّ من الحزبين، وبالتالي إنّ الالتقاء ضمن لوائح مشتركة هو حاجة ماسة سياسية، أكثر من إنتخابية.
وعلى هذا الأساس، يرجّح أن يتمّ تحريك المياه الراكدة في أي لحظة، مع أنّ الخلاف بينهما ليس كبيراً ويمكن معالجته، ويتجلّى في المقعد الكاثوليكي في الشوف الذي أصرّ تيمور جنبلاط على ترشيح شارل عربيد بعدما عزف النائب نعمة طمعة عن الترشح، لكن هذا الإصرار شكلّ مفاجأة بالنسبة إلى “القوات” التي كانت تفاهمت مع الإشتراكيين على تجيير هذا المقعد لحزب “الوطنيين الأحرار”، ما أدّى إلى فرملة المفاوضات بسبب تمسّك “القوات” بالمقعد لمصلحة “الأحرار”، مع العلم أنّ ثمة مقعداً مارونياً شاغراً لم يتمّ الإتفاق على أي ترشيح له.
في المقابل، فقد حجزت بقية المقاعد في الشوف لكل من تيمور جنبلاط، مروان حمادة، جورج عدوان، حبوبة عون (عن الإشتراكي)، وبلال عبد الله وسعد الخطيب عن المقعدين السنيّين بعد اعتكاف النائب محمد حجار عن الترشح. وفي عاليه، لا تظهر خريطة الترشيحات والإحتمالات أي إشكالية، حيث تتّجه “القوات” لتسمية مرشح أرثوذكسي (الأرجح سيكون نزيه متى) إلى جانب مرشح ماروني، فيما سمّى “الإشتراكي” راجي السعد، إلى جانب أكرم شهيب. أما في بعبدا فسمّى “الإشتراكي” هادي أبو الحسن، وفي بيروت فيصل الصايغ. إلا أنّ دائرة البقاع الغربي تثير حساسية حيث يحاول “الإشتراكي” إقناع “القوات” بالإكتفاء بدعم اللائحة التي ستجمع وائل أبو فاعور ومحمد القرعاوي.
في ما يتعلق بدائرة الشوف، أكدت معلومات صحيفة “الأخبار” أن حزب القوات يريد، إلى جانب المقعد الماروني لنائبه الحالي جورج عدوان، ترشيح مفوض حزب الأحرار فادي المعلوف عن المقعد الكاثوليكي، بعد عزوف النائب نعمة طعمة عن الترشح، فيما يريد الإشتراكي حجز هذا المقعد لرئيس المجلس الإقتصادي والإجتماعي شارل عربيد. وفي عاليه، ظهر التباين بعد سقوط الإتفاق السابق بين الجانبين بأن يسمي “القوات” مرشحاً مارونياً. إذ رشّح الحزب الإشتراكي راجي السعد للمقعد الماروني، وتخلى عن ترشيح رئيس نادي الإخاء الأهلي سامر خلف للمقعد الأرثوذكسي. فيما سمّت معراب رئيس مصلحة المهندسين السابق في القوات نزيه متى مرشحاً عن المقعد الأرثوذكسي، وتريد ترشيح منسق القوات في قضاء عاليه إميل مكرزل عن المقعد الماروني الثاني إلى جانب السعد.
وبحسب معلومات “الأخبار”، يفضّل الإشتراكي أن تضم لائحة عاليه مرشحاً مارونياً واحداً، ليكون ممكناً توزيع الأصوات التفضيلية بين السعد ومتى بما يؤمّن لهما الحاصل المطلوب، فيما يجعل وجود مرشح ماروني ثان على اللائحة المهمة أكثر صعوبة. إذ تريد معراب خوض مغامرة إسقاط نائب التيار الوطني الحر سيزار أبي خليل، فيما يتعاطى الإشتراكي بواقعية أكبر مع إدراكه أن لدى أبي خليل الحاصل الذي يضمن له الحفاظ على مقعده النيابي، وبالتالي لا فائدة من دخول مغامرة نتيجتها معروفة سلفاً، وقد تنعكس سلباً على السعد ومتى.