آمال خليل – الأخبار
تبلغ مفاتيح تيار المستقبل في إقليم الخروب أمس بأن قيادة التيار “قرّرت مقاطعة الإنتخابات في دائرة الشوف – عاليه”، في خطوة قُرئت على أنها قرار من بيت الوسط بـ”معاقبة” المختارة التي خذلت الرئيس سعد الحريري بعد قراره بمقاطعة الإنتخابات النيابية.
وإذا ما بقي المستقبل على موقفه، سيخسر الحزب التقدمي الإشتراكي رافعة إنتخابية إستفاد منها منذ إدخاله الحريرية إلى تمثيل إقليم الخروب النيابي على لوائحه عام 2000. التحدي السني للمختارة لن يهدد المرشحين مروان حمادة وسعد الدين الخطيب فقط، بل أيضاً نائب التقدمي بلال عبدالله. وعليه، ترجح مصادر إشتراكية بأن “يمنح الصوت التفضيلي لكل من عبدالله وحمادة كأولوية على صعيد الشوف. وعلى الخطيب أن يتدبر أمره”.
المقاطعة المستقبلية المتوقعة تعزز المخاطر المحدقة بلائحة الجنبلاطيين في معركتهم “الوجودية” مع وئام وهاب. وعليه، تعمل المختارة على أكثر من صعيد لتقليل الخسائر وتذليل العقبات التي قد تأخذ أصواتاً من دربها. وفي هذا السياق، نجحت ضغوطها في دفع المرشح عن المقعد الدرزي على لائحة “سيادة وطن” في عاليه عطا الله وهبي للإنسحاب “لعدم قدرته على تمويل حملته الانتخابية” كما برر. وتستمر المساعي لدفع مرشحين آخرين على اللائحة للإنسحاب من بينهم المرشح عن المقعد الماروني في عاليه العضو في لقاء سيدة الجبل نبيل يزبك، من أجل التفرغ للمعركة الأصعب مع وهاب. إذ تستشعر المختارة بأن اللائحة التي تضم المرشح عن الجماعة الإسلامية عمار الشمعة قد تأخذ أصواتاً من درب عبدالله وحمادة بسبب ثقل الجماعة الذي يقدر حجم ناخبيها في إقليم الخروب بحوالي ستة آلاف صوت. علماً أن الشمعة من بلدة برجا هو نجل أحد رموز الجماعة في الإقليم الشيخ إبراهيم الشمعة.
ولفتت مصادر إلى أن المختارة قدمت “إغراءات” كثيرة للجمعة للإنسحاب من الإنتخابات وصلت إلى دفع المال ووعود بمكاسب سياسية وبلدية لاحقة. لكن الجماعة “حسمت موقفها بالإستمرار حتى لو لم تصل إلى الحاصل، إذ تطمح إلى الخروج من المعركة بإظهار حجمها بعد إنكفاء المستقبل”. وإلى ثقل الجماعة، ترتكز “سيادة وطن” على قوة ناخبة من حوالي ثلاثة آلاف صوت لإبنة الجية المرشحة عن المقعد الماروني دعد القزي المدعومة من مغتربين موارنة، والتي افتتحت مراكز خدماتية عدة في الإقليم، آخرها مستوصف في عين الأسد بجوار برجا. كما تضم اللائحة المرشح عن المقعد السني الثاني في الإقليم مأمون ملك إبن كترمايا الذي يؤكد إمتلاكه لحوالي ألف صوت. وإذا ما نالت “سيادة وطن” الحاصل الذي يُتوقع ألا يتخطى 12 ألف صوت، ستكون أول لائحة “صنعت في الإقليم”. إذ جرت العادة في إنتخابات ما قبل الحرب، بأن تصنع لوائح الإقليم في دارة كمال جنبلاط المختارة أو في دارة كميل شمعون في دير القمر. وبعد إنتخابات 1992، احتكرت المختارة تركيب اللوائح.