إنطلق القطار الإنتخابي في لبنان. لكل فريق جدول أعماله الخاص. المداولات داخل الأحزاب حول الترشيحات تمثل بنداً رئيسياً، وسط ميل كبير لدى قواعد هذه القوى إلى تغيير كبير في المرشحين. علماً أن الصعوبات كبيرة عند البعض، من حركة أمل التي تدرس استبدال نحو نصف نوابها، إلى التيار الوطني الحر الذي ينتظر نتائج الجولة الأخيرة من الدراسات للبت في ترشيحات قد تخرج نحو نصف النواب من السباق، إلى حزب الله الذي يدرس الأمر من زاوية الحاجة إلى تغيير أو الحاجة إلى برنامج جديد يفرض وجوهاً مختلفة. وفق صحيفة “الأخبار”.
الحال ليست أسهل عند الآخرين بمعزل عن قوة كل قيادة. في القوات اللبنانية انتظام لا يسمح بجدال حول من يقرّر رئيس الحزب سمير جعجع أنهم من أصحاب الحظوظ، وهو يسعى إلى توسيع دائرة المرشحين الأصدقاء على حساب الحزبيين، خصوصاً أنه يسعى إلى إعلان نحو ثلاثين مرشحاً على الأقل في كل لبنان. أما النائب السابق وليد جنبلاط فيواجه مشكلة جدية مع تطلّبات نجله النائب تيمور جنبلاط الراغب في تنويع يفرض تغييراً شاملاً ربما يستثني منه وائل أبو فاعور. علماً أن جنبلاط الأب لا يزال يسعى إلى ترتيبات تحول دون بروز مشكلات في وجهه، في ظل حالة اعتراضية من “المجتمع المدني”، تحديداً في عاليه والشوف. أما تيار المستقبل فلا يزال في انتظار قرار الرئيس سعد الحريري ليحسم أمره في بيروت وإقليم الخروب والبقاع الغربي. علماً أن الحريري لا يزال، حتى الآن، يرغب في العزوف عن خوض التيار للإنتخابات، ويتعمد منع الكلام حول الإنتخابات في أوساط قياداته تاركاً إياهم أسرى غموض غير بنّاء. علماً أن الجميع، في التيار ومن قوى أخرى في مقدمها القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، يراهنون على تدخل سعودي – أميركي، في اللحظات الأخيرة، يجبر الحريري على الانخراط إلى جانبهم في المعركة. علماً أن الحريري قد يكون أكثر من يواجه أزمة مرشحين، بعدما لمس أن غالبية أعضاء كتلته ليسوا في موقع المفيد، كما يدرك أنه سيتعرّض لمنافسة قوية من قبل “القوى التغييرية” التي تدعمها السعودية علناً في الأوساط السنية.
على ضفة “المجتمع المدني”، ليست الأمور أفضل حالاً. فالنتائج الأولية لاستطلاع سياسي قامت به السفارة الأميركية لا يبشّر بالخير. والخلافات التي تعصف بمجموعات “الثورة” لا تبدو قابلة للحل بالضغط والتهويل فقط، ولا حتى بالإغراءات المالية التي تُسوّق بإسم “دعم من رجال أعمال لبنانيين في الخارج”. كما أن القرار الأميركي – الأوروبي بتعويم قوى تقليدية يتقدمها حزب الكتائب وشخصيات تدور في الفلك الأميركي – الأوروبي منذ عقود، يواجه معضلة أن عدداً غير قليل من المجموعات الصغيرة التي تعادي حزب الله ترفض التحالف مع “رموز لها تاريخها الكبير في التعاقب على السلطة في لبنان خلال العقود الثلاثة الماضية”، وهو كلام يشمل حزبي الكتائب والأحرار وشخصيات كميشال معوض وغيره. علماً أن الجهد الأميركي (بدعم سعودي – إماراتي) يركز على ضرورة أن تنشط هذه القوى بشكل رئيسي في الساحة المسيحية، وهناك رهان كبير على منصة “كلنا إرادة” للعب هذا الدور بعد فرط المجموعة المؤسسة لمنصة “نحو الوطن” التي بقي منها من يقاتل لخلق بدائل من نوع مختلف.
طبعاً هناك مشكلة أكبر عند حشود المرشحين المنفردين من نواب حاليين أو مستقيلين أو أصحاب طموحات ممن يعتقدون بأن “المزاج” العام يدعم فرص وصولهم إلى المجلس. لكن هؤلاء، رغم عددهم الكبير، يفتقدون إلى آليات تسمح لهم ببناء تحالفات اضطرارية للوصول إلى الحاصل المطلوب في أي انتخابات. وهذه معركة غير سهلة، وإن كان الجميع يبحث مسبقاً عن فرص مع المجموعات أو مع القوى التي تملك قدرات أو خبرات أو كميات وازنة من الأصوات.
لقراءة المقال كاملاً.. انقر/ي هنا