إن كان الموقع الرئاسي لرئيس الجمهورية ميشال عون لا يزال يلزمه ببعض المداراة (التي يلوح بالتخلي عنها لاحقاً)، إلا ان المطّلعين على حقيقة ما يدور في خاطره يلفتون، عبر صحيفة “الجمهورية”، إلى انه يشعر بأن هناك شيئاً ما يتبدّل عند المسيحيين الذين كانوا مؤيدين للمقاومة بلا أي تردد “وعلى “حزب الله” إلتقاط هذا التبدل والتعامل معه بأقصى جدية قبل ان يصبح تحوّلا يصعب احتواؤه”.
ويحذر المواكبون لمراجعات عون من الوصول الى لحظة ينتهي فيها تفاهم مار مخايل لوحده، وبنحو تراكمي، من دون قرار او اعلان رسمي يصدر عن اي من القيادتين بالضرورة “خصوصاً إذا زال إقتناع القواعد البرتقالية به وفقد حصانته وحضانته الشعبية، ما يستدعي التعجيل في محاولة تدارك الخطر قبل فوات الأوان”.
يعتبر عون انه والتيار أدّيا واجبهما بكامله في حماية السلاح والمقاومة الى درجة فرض عقوبات اميركية على باسيل وفرض حصار خارجي على بعبدا، وفي المقابل هو يشكو من ان الحزب لم يتقيد بواجبه في تطبيق الشق المتعلق ببناء الدولة ضمن تفاهم مار مخايل “لأنه وضع وحدة الطائفة الشيعية فوق مشروع بناء الدولة الذي لم يعد يتحمل مزيدا من التأجيل، خصوصا انه ملف شديد الحساسية بالنسبة إلى المسيحيين”. بحسب “الجمهورية”.
لا ينكر القريبون من بعبدا دور الحزب المحوري في وصول عون الى رئاسة الجمهورية إنسجاما مع كونه الأكثر تمثيلاً في البيئة المسيحية، الا انهم يلفتون في الوقت نفسه الى انه تبين بعد حين ان كرسي الرئاسة كانت مفخخة “إذ ان عون الذي حاز تارة على اكثرية وزارية وطورا على اكبر كتلة نيابية لم يستطع معظم الاحيان صرف هذا الرصيد، مرة لأنّ صلاحياته الدستورية باتت متواضعة بعد “إتفاق الطائف” ومرات أخرى لأنّ الحليف يعطي الافضلية لاعتبارات الطائفة قبل متطلبات الدولة”.