شهد دور ربع النهائي من كأس العالم قطر 2022، صداماً نارياً بين إثنين من عمالقة الساحرة المستديرة في العالم بصفة عامة، وأوروبا على وجه الخصوص، حيث إلتقى منتخب فرنسا مع نظيره الإنكليزي على استاد ملعب “البيت”، وتمكن منتخب “الديوك” من كسر العقدة والفوز على منتخب “الأسود الثلاثة” للمرة الأولى في لقائاتهما في بطولات كأس العالم، ليتأهل إلى نصف النهائي لمقابلة منتخب المغرب.
https://www.youtube.com/watch?v=FtHKVlNFvX8
بلغت فرنسا حاملة اللقب نصف نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم، بفوزها المثير على إنكلترا 2-1 السبت على استاد البيت في مدينة الخور، وضربت موعداً مع المغرب الذي حقق مفاجأة تاريخية وأصبح أول إفريقي يبلغ المربع الذهبي بفوزه على البرتغال 1-0.
وسجّل لاعب الوسط الدفاعي أوريليان تشواميني من تسديدة بعيدة (17) وأوليفييه جيرو برأسه (78) هدفي فرنسا، والقائد هاري كاين هدف إنكلترا (54 من ركلة جزاء) قبل إهداره التعادل من نقطة الجزاء أيضاً (84)، ليكتمل عقد نصف النهائي الذي يشهد مواجهة الأرجنتين بطلة 1978 و1986 مع كرواتيا وصيفة 2018 الثلاثاء.
وتسعى فرنسا، بطلة 1998 و2018، لتكون ثالث منتخب فقط يحتفظ باللقب في كأس العالم بعد إيطاليا (1934 و1938) والبرازيل (1958 و1962)، فيما توقف قطار إنكلترا في سعيها للقب ثان بعد الذي حققته على أرضها في 1966.
وهذا أول فوز لفرنسا في كأس العالم على انكلترا، بعد سقوطها مرتين في دور المجموعات عام 1966 بنتيحة 0-2 و1982 بنتيجة 1-3.
إنطلاق المباراة والجمهور على أهبة الإستعداد| #إنكلترا_فرنسا
تابعوا مباشر 👇🏻👇🏻https://t.co/qtLZZq6dzC#PublicPresse_Mondial2022#FIFAWorldCup #Qatar2022#كأس_العالم_قطر_2022 | #مونديال_قطر2022 pic.twitter.com/4DiJtptbYE— PublicPresse English (@PublicPresse_EN) December 10, 2022
بعد جسّ النبض، كانت فرنسا أقرب إلى منطقة الخصم في أول عشر دقائق، وطرقت باب المرمى برأسية أوليفييه جيرو هبطت بين يدي الحارس جوردان بيكفورد (11).
رقابة منتظرة من ظهير أيمن إنكلترا كايل ووكر على كيليان مبابي متصدر ترتيب الهدافين (5)، قابلها محاولة من تشواميني قطع الهواء عن جود بيلينغهام.
إستحقت فرنسا التقدم لرغبتها بالوصول أكثر إلى المرمى، عندما هرب مبابي من ممره الأيسر إلى وسط المنطقة: تضعضع الدفاع الإنكليزي، فلعب ديمبيليه إلى تشواميني أطلقها من نحو 25 متراً في الزاوية اليمنى البعيدة لمرمى بيكفورد مفتتحاً التسجيل (17). وهذا هدفه الدولي الثاني في 19 مباراة دولية.
تشواميني إستلم وسدد في شباك بيكفورد وأهدى هدف التقدم لـ #فرنسا | #إنكلترا_فرنسا
تابعوا مباشر 👇👇https://t.co/qtLZZq6Lpa#PublicPresse_Mondial2022#FIFAWorldCup #Qatar2022#كأس_العالم_قطر_2022 | #مونديال_قطر2022 pic.twitter.com/13Xr8SQATS— PublicPresse English (@PublicPresse_EN) December 10, 2022
سيطرت إنكلترا وسنحت لها فرص للرد، أخطرها لهاري كاين منفرداً صدّها زميله في توتنهام الحارس هوغو لوريس عندما حاول رفعها من فوقه (22)، ثم عاجله بتسديدة بعيدة مجبراً اياه على القيام بصدّة مميزة لابعادها (29).
حاولت إنكلترا إيجاد الحلول والمنافذ دون جدوى، فيما انتظر مبابي حتى الدقيقة 39 ليسدّد اول كرة، عالية فوق المرمى من وسط المنطقة، بعد ركلة حرة ملعوبة.
نهاية الشوط الأول بتقدم #فرنسا 1-0 | #إنكلترا_فرنسا
تابعوا مباشر 👇👇https://t.co/qtLZZqnOra#PublicPresse_Mondial2022#FIFAWorldCup #Qatar2022#كأس_العالم_قطر_2022 | #مونديال_قطر2022 pic.twitter.com/7kRCZqjr51— PublicPresse English (@PublicPresse_EN) December 10, 2022
إستهل الإنكليز الشوط الثاني بهجوم ضارب شهد تسديدة صاروخية خطيرة لبيلينغهام فوق العارضة انقذها لوريس بشق النفس (47)، في مباراته الـ143 القياسية مع منتخب فرنسا متخطياً ليليان تورام.
الرغبة الصريحة بالمعادلة وفتح اللعب من الفريق الابيض، تُرجمت بحصول بوكايو ساكا على ركلة جزاء لعرقلته من تشواميني بطل الهدف الأول، سجّلها كاين قوية رغم محاولات مبابي تشتيت تركيزه (54). عادل القائد كاين الرقم القياسي لعدد الاهداف مع إنكلترا بإسم واين روني (53 هدفاً). بهدفه، أصبحت إنكلترا صاحبة أقوى هجوم في البطولة (13) واصبح أكثر لاعب يسجّل من نقطة الجزاء في تاريخ البطولة (4).
كاين الذي يعرف جيداً لوريس زميله في توتنهام، يعادل رقم روني كأكثر مسجل لمنتخب #إنكلترا | #إنكلترا_فرنسا
تابعوا مباشر 👇👇https://t.co/qtLZZq6Lpa#PublicPresse_Mondial2022#FIFAWorldCup #Qatar2022#كأس_العالم_قطر_2022 | #مونديال_قطر2022 pic.twitter.com/QxYEbhXM9o— PublicPresse English (@PublicPresse_EN) December 10, 2022
عودة إلى نقطة الصفر، أدريان رابيو يستغل ضعف تركيز دفاع إنكلترا في ظل نشوة التعادل، ويباغت بيكفورد بتسديدة قوية بعيدة أبعدها حارس عرين الأسود بصعوبة (55).
ردّ المدافع هاري ماغاير برأسية لامست القائم الأيمن اثر ضربة حرة (70).
جاء الدور على بيكفورد الذي انقذ هدفاً سانحاً لجيرو (77)، لكنه رضخ في المحاولة التالية بعد ثوان عندما ارتقى المخضرم جيرو محولاً عرضية بعيدة من غريزمان برأسه ارتدت من هاري ماغواير في الشباك (78).
جيرو بعدما إقترب من شباك بيكفورد تمكن بعدها من تسجيل الهدف الثاني لفرنسا 2-1 | #إنكلترا_فرنسا
تابعوا مباشر 👇👇https://t.co/qtLZZq6Lpa#PublicPresse_Mondial2022#FIFAWorldCup #Qatar2022#كأس_العالم_قطر_2022 | #مونديال_قطر2022 pic.twitter.com/aZ9oEtBJ5O— PublicPresse English (@PublicPresse_EN) December 10, 2022
وبدفع من تيو هرنانديز على البديل مايسون ماونت، حصلت إنكلترا على ركلة جزاء ثانية، أهدرها هذه المرة كاين قوية فوق العارضة، في لقطة قد تبقى خالدة في تاريخ البطولة (84).
بارقة أمل من ضربة حرة في الرمق الأخير البديل ماركوس راشفورد هزت الشباك العلوي (90+8)، وتبخرت معها آخر آمال إنكلترا بالمعادلة.
- فرحة الفوز والتأهل إلى المربع الذهبي
فرحة الفوز والتأهل إلى المربع الذهبي | #إنكلترا_فرنسا
التفاصيل: https://t.co/qtLZZq6Lpa#PublicPresse_Mondial2022#FIFAWorldCup #Qatar2022#كأس_العالم_قطر_2022 | #مونديال_قطر2022 pic.twitter.com/DgoSkQX7Vw— PublicPresse English (@PublicPresse_EN) December 10, 2022
- خيبة الخسارة وضياع الأمل
خيبة الخسارة وضياع الأمل | #إنكلترا_فرنسا
التفاصيل: https://t.co/qtLZZq6Lpa#PublicPresse_Mondial2022#FIFAWorldCup #Qatar2022#كأس_العالم_قطر_2022 | #مونديال_قطر2022 pic.twitter.com/8rvUPDT1ke— PublicPresse English (@PublicPresse_EN) December 10, 2022
الطريق نحو اللقب
قبيل المباراة
لم تكن القرعة رحيمة بالمنتخبين الإنكليزي والفرنسي بعدما أوقعتهما في مواجهة مبكرة بدور الثمانية للمونديال، رغم كونهما ضمن أبرز المرشحين للتتويج باللقب هذا العام، بما لديهما من نجوم هم الأفضل على الساحة العالمية حالياً.
ويتصدر المنتخب الإنكليزي قائمة أكثر المنتخبات قيمة تسويقية في المونديال الحالي، حيث تبلغ قيمته الإجمالية 1.26 مليار يورو، وفقاً لموقع “ترانسفير ماركت” المتخصص في القيم التسويقية للاعبي كرة القدم، في حين يحتل المنتخب الفرنسي المركز الثالث بالقائمة، بعدما بلغت قيمة نجومه الإجمالية 1.03 مليار يورو.
وقدم كلا المنتخبين أوراق اعتمادهما كمنافسين بارزين على لقب المونديال هذا العام، حيث تصدرا مجموعتيهما في مرحلة المجموعات، قبل أن يحجزا مقعديهما في دور الثمانية عن جدارة واستحقاق.
وتأهل منتخب فرنسا (حامل اللقب) للأدوار الإقصائية، بعدما تصدر جدول ترتيب المجموعة الرابعة برصيد 6 نقاط، عقب فوزه 4-1 على أستراليا و 2-1 على الدنمارك، قبل أن يتلقى خسارة مباغتة وغير مؤثرة 1-0 أمام تونس في ختام دور المجموعات.
وواصل المنتخب الفرنسي، الذي يشارك للمرة الـ16 في المونديال، حملة الدفاع عن لقبه في البطولة، بعدما صعد لدور الثمانية، عقب إنتصاره المستحق 3-1 على منتخب بولندا، في مباراة منحت العديد من الأرقام التاريخية لمنتخب “الديوك”.
وحافظ منتخب فرنسا على تواجده بدور الثمانية للنسخة الثالثة على التوالي في المونديال، بعدما سبق أن صعد للدور ذاته في نسختي 2014 في البرازيل و2018 في روسيا، وهو الأمر الذي يحدث للمرة الأولى مع فريق المدرب المحلي ديدييه ديشان.
كما شهدت المباراة إنفراد المهاجم المخضرم أوليفيه جيرو بقمة قائمة الهدافين التاريخيين لمنتخب فرنسا، بعدما وصل لهدفه الدولي رقم 52، وذلك عقب افتتاحه التسجيل في الشباك البولندية، ليفض شراكته مع النجم المعتزل تيري هنري.
وأصبح كيليان مبابي، الذي تقمص دور البطولة في المباراة بتسجيله هدفين وصناعته لهدف جيرو، أول لاعب يسجل 9 أهداف طوال مسيرته بكأس العالم قبل أن يبلغ عامه الـ24، متفوقاً على الأسطورة البرازيلي بيليه، الذي أحرز 7 أهداف في ذات السن.
وكان مبابي أحرز 4 أهداف في ظهوره الأول بالمونديال في النسخة الماضية بروسيا، ليلعب دوراً بارزاً في تتويج منتخب فرنسا بلقبه الثاني في كأس العالم، بعدما سبق له أن أحرز اللقب أيضاً عام 1998، عندما إستضاف المسابقة على ملاعبه.
ويأمل مبابي في مواصلة هوايته في هز الشباك بالبطولة من أجل تعزيز صدارته لقائمة هدافي النسخة الحالية للمونديال قبل إنطلاق مباريات دور الثمانية، برصيد 5 أهداف حتى الآن، علما بأنه أصبح ثاني فرنسي يصل لهذا العدد من الأهداف في نسخة واحدة بكأس العالم بعد جوست فونتين، الذي أحرز 13 هدفاً في مونديال 1958 بالسويد.
من جانبه، بدأ منتخب إنكلترا، الساعي للفوز بكأس العالم للمرة الثانية في تاريخه بعدما توج باللقب مرة وحيدة عام 1966 على ملاعبه، حملته في النسخة الحالية للمونديال على أفضل وجه.
واكتسح منتخب إنكلترا نظيره الإيراني 6-2 في الجولة الإفتتاحية، قبل أن يتعادل بدون أهداف مع منتخب الولايات المتحدة الأميركية، ليكشر عن أنيابه من جديد في ختام لقاءاته بدور المجموعات، بتغلبه 3-0 على منتخب ويلز، ليتأهل إلى دور الـ16 وهو متربعاً على صدارة المجموعة الثانية.
وأرسل المنتخب الإنكليزي، وصيف كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020)، التي أقيمت في صيف العام الماضي، رسالة أخرى شديدة اللهجة لمنافسيه برهن من خلالها عن عزمه الأكيد لاستعادة اللقب الغائب، بعدما سحق منتخب السنغال 3-0 في دور الـ16 يوم الأحد الماضي، في اللقاء الذي شهد غياب جناحه الأساسي رحيم سترلينغ بسبب مسألة عائلية وفقا لما أعلنه إتحاد الكرة الإنكليزي.
ويمتلك منتخب إنكلترا، الذي يشارك في المونديال للمرة الـ16 في تاريخه، ترسانة هجومية لا يستهان بها، حيث أحرز لاعبوه 12 هدفاً خلال المباريات الأربع التي خاضها الفريق في النسخة الحالية للبطولة حتى الآن، ليتقاسم صدارة أكثر منتخبات دور الثمانية إحرازا للأهداف مع منتخب البرتغال، الذي يمتلك نفس الرصيد التهديفي.
ويتواجد في قائمة هدافي البطولة حالياً إثنين من نجوم المنتخب الإنكليزي، حيث يتعلق الأمر بكل من ماركوس راشفورد وبوكايو ساكا، اللذين يتقاسمان المركز الثاني في قائمة الهدافين مع 7 لاعبين آخرين، برصيد 3 أهداف لكل منهم.
وطالب غاريث ساوثغيت، المدير الفني للمنتخب الإنكليزي، لاعبي فريقه بإثبات معدنهم الحقيقي أمام فرنسا، وكتابة التاريخ في مونديال قطر.
وقال ساوثغيت، الذي قاد منتخب إنكلترا لبلوغ المربع الذهبي في المونديال الماضي للمرة الأولى منذ 28 عاماً “لقد صنعنا التاريخ في أخر أربعة أو خمسة أعوام، ليس كله جيداً، ولكن أمامنا تحد هائل”. وأضاف “إكتسبنا خبرات كثيرة من مشاركاتنا السابقة، واللاعبون يعرفون أنه يتعين عليهم الفوز بالمباريات بطرق مختلفة، لقد عادوا بعد تأخرهم خلال مباريات كبيرة”.
ويأمل منتخب إنكلترا في مواصلة تفوقه على نظيره الفرنسي في لقائهما الثالث الذي يقام بكأس العالم، بعدما سبق لمنتخب “الأسود الثلاثة” الفوز في مواجهتي المنتخبين السابقتين بالمونديال.
وفاز المنتخب الإنكليزي 2-0 على فرنسا في لقائهما الأول بكأس العالم، الذي جرى بنسخة عام 1966، قبل أن يتغلب مرة أخرى على منافسه الأوروبي اللدود، حينما فاز عليه 3-1 بنسخة عام 1982 في إسبانيا.
وبصفة عامة، إلتقى المنتخبان العريقان في 31 مباراة على الصعيدين الرسمي والودي، حيث بدأت تلك المواجهات منذ ما يقرب من 100 عام، بعدما لعبا ضد بعضهما البعض للمرة الأولى ودياً في العاشر من أيار عام 1923.
وتميل الكفة بشكل كبير لمنتخب إنكلترا في لقاءات المنتخبين السابقة، حيث حقق المنتخب الإنكليزي 17 فوزاً مقابل 9 إنتصارات لنظيره الفرنسي، فيما خيم التعادل على 5 لقاءات.
وستكون هذه المباراة هي الأولى بين إنكلترا وفرنسا منذ مواجهتهما الودية الأخيرة في 13 حزيران 2017، والتي إنتهت بفوز المنتخب الفرنسي 3-2 على ملعبه.
يذكر أن الفائز من هذا اللقاء سوف يلتقي في الدور قبل النهائي للبطولة، يوم الأربعاء القادم على ملعب “خليفة الدولي”، مع الفائز من مباراة المغرب والبرتغال.