نشرت وسائل إعلام روسية مساء الأربعاء صوراً لتفتيش منزل رئيس مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين في سان بطرسبورغ، أثناء محاولته التمرد أواخر حزيران الماضي. وتظهر الصور التي إلتقطتها قوات الأمن ونُشرت فجأة في العديد من وسائل الإعلام الرسمية والخاصة الروسية، منزلاً واسعاً فارهاً، ومروحية مركونة في حديقته.
واكتشف المحققون أثناء التفتيش، بحسب ما أظهرت الصور، رزماً من الدولارات والروبلات وسبائك ذهب وأسلحة عديدة، بالإضافة إلى عدد من جوازات السفر بأسماء مختلفة وخزانة تحتوي على شعر مستعار.
وأشار موقع فونتانكا ومقرّه في سان بطرسبورغ، إلى أنه عثر على صورة “لرؤوس مقطوعة” في منزل بريغوجين، وسط اتهامات متواصلة لمرتزقته بإرتكاب إنتهاكات.
ونشر الموقع أيضاً صورة تظهر “مطرقة” ضخمة موجودة في غرفة بمنزل بريغوجين، كتب على رأسها المعدني “في حالة إجراء مفاوضات مهمة”. و”المطرقة”، هي من رموز مجموعة فاغنر التي تفتخر باستخدامها لقتل أو تعذيب أعدائها بوحشية.
This is what #Prigozhin's mansion looks like. Photos were taken during the search on the day of the "mutiny"
There were found a whole arsenal of weapons, a huge sledgehammer with the inscription "in case of important negotiations", wigs, a lot of cash, a private room for… pic.twitter.com/94Uc6zEPAC
— NEXTA (@nexta_tv) July 5, 2023
وهز تمرد فاغنر في 24 يونيو/حزيران الماضي السلطة في روسيا، وذلك في خضم النزاع في أوكرانيا. فعلى مدى ساعات، سيطر مقاتلون من فاغنر على المقر العام للجيش الروسي في روستوف جنوب غرب روسيا، وتقدموا مئات الكيلومترات باتجاه موسكو.
وانتهى التمرد مساء اليوم نفسه مع إتفاق ينص على إنتقال بريغوجين إلى بيلاروسيا، لكن مكان وجوده ظل مجهولا، ولم يدل بأي تصريح علني منذ 26 يونيو/حزيران الماضي.
ومنذ التمرد، قدمت وسائل إعلام رسمية روسية بريغوجين على أنه رجل أعمال جشع، فقد عقله بعد أن جنى ثروة بفضل العقود المربحة التي وقعها لسنوات مع الدولة.
ولم يُعلن عن أي عقوبة بحق المتمردين، لكن يبقى مستقبل شركات بريغوجين وإمبراطوريته الإعلامية ومحاولات تأثيره في كل من روسيا والخارج، ولا سيما في أفريقيا، غامضاً.
مكان بريغوجين
بالتوازي، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إن بريغوجين ليس في بيلاروسيا، رغم الإتفاق المبرم مع الكرملين لإنتقاله إلى بيلاروسيا بعد التمرد.
وكشف الرئيس البيلاروسي، في تصريحات صحفية الخميس، أن بريغوجين موجود في مدينة سان بطرسبورغ الروسية وليس في بيلاروسيا. وقال إن مقاتلي فاغنر ما زالوا في معسكراتهم التي تجمعوا بها بعد خروجهم من مدينة باخموت الأوكرانية.
وأكد لوكاشينكو أنه لا يرى خطراً على بيلاروسيا جراء تمركز قوات شركة عسكرية خاصة فيها، مشدداً على أن إنتقال شركة فاغنر إلى بلاده مرتبط بقرار القيادة الروسية والشركة نفسها.
وفي تطور لاحق، أكد الكرملين الخميس أنه لا يتابع تحركات بريغوجين، وقال المتحدث دميتري بيسكوف “لا نتابع تحركات بريغوجين”، وذلك عقب إعلان لوكاشنكو أنه موجود في روسيا، وليس في بيلاروسيا.
تصريحات للناتو
وفي السياق ذاته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” ينس ستولتنبرغ إن قلة قليلة من قوات فاغنر انتقلت إلى بيلاروسيا، لافتا إلى أن هناك ما ظل منها في أوكرانيا لكن ليس في الخطوط الأمامية.
وأوضح أن الحلف تابع قيام بيلاروسيا بتحضيرات لاستقبال قوات فاغنر على أراضيها، لكن كثيرا من هذه القوات لم يدخل بيلاروسيا بعد.
وكانت وساطة لوكاشينكو أقنعت بريغوجين بوقف تقدم قواته باتجاه العاصمة الروسية موسكو بعدما أعلن تمردا على القوات الروسية وسيطر على مدينة روستوف بجنوب غربي روسيا في 24 من يونيو/حزيران الماضي.
وقد وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما قامت به قوات فاغنر بالخيانة للوطن، متعهدا بمحاسبة المتورطين في السيطرة على إحدى أكبر المدن الروسية ومقر قيادة الجيش فيها.