تسارعت وتيرة الإتصالات الدبلوماسية بين مختلف الأطراف الدولية لبحث تطورات الحرب على قطاع غزة، في حين تحدثت واشنطن عن تزايد إحتمالات فتح معبر رفح.
وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، محادثات عبر الهاتف مع كل من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ومن المقرر أن يتحدث بوتين أيضا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفقا لما أكده يوري أوشاكوف مستشار السياسة الخارجية في الكرملين.
وبحث بوتين الإثنين للمرة الأولى مع نتنياهو النزاع مع حركة حماس، وأبلغه بمضمون مشاوراته مع العديد من القادة الاقليميين.
وقال الكرملين في بيان “تم إبلاغ الجانب الاسرائيلي أيضا بالنقاط الاساسية في الاتصالات الهاتفية التي جرت اليوم مع قادة فلسطين ومصر وايران وسوريا”.
وأضافت موسكو أن المشاورات مع نتنياهو تناولت “الوضع المتأزم الناتج من التصعيد الوحشي للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني”. وقدم بوتين “تعازيه الصادقة الى عائلات وأصدقاء الإسرائيليين القتلى”.
وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى أن المحادثات المزمعة بين بوتين ونتنياهو هي الأولى بينهما منذ بداية الحرب على غزة.
من جهة أخرى، أجرى ميخائيل بوغدانوف محادثات مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بشأن التطورات في الشرق الأوسط.
وقالت وزارتا الخارجية الروسية والقطرية إن هناك حاجة لتهدئة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفتح ممرات إنسانية إلى قطاع غزة لمساعدة المدنيين المتضررين.
معبر رفح
في غضون ذلك، قال مسؤولون أميركيون إن المحادثات مستمرة مع القاهرة لفتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة.
وصرح المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، بأن واشنطن تأمل في إمكانية فتح معبر رفح لبضع ساعات اليوم الاثنين.
وأوضح كيربي أن الولايات المتحدة تواصل التباحث مع مصر لفتح معبر رفح بطريقة تحمي مصالح الأمن القومي المصري، وفق تعبيره، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يواصل جهوده في المنطقة لأجل ذلك.
وضمن جولته الإقليمية التي شملت 6 دول عربية، عاد بلينكن إلى إسرائيل مجددا لإجراء مزيد من المشاورات مع القادة هناك. وقالت الخارجية الأميركية إن بلينكن بحث المساعدات الإنسانية في إجتماع مع نتنياهو اليوم.
وكانت الولايات المتحدة طلبت من مواطنيها في غزة التوجه إلى معبر رفح تمهيداً لإجلائهم عبر مصر، وتقدر واشنطن عدد الأميركيين، من أصل الفلسطينيين، في غزة بنحو 500 إلى 600.
أميركا تبدأ إجلاء رعاياها
بدأت السفارة الأميركية في إسرائيل، اليوم الاثنين، إجلاء مواطنيها الراغبين في مغادرة إسرائيل عبر ميناء حيفا، كما طلبت من مواطنيها البقاء بالقرب من معبر رفح، بانتظار تقييم الوضع هناك.
وأظهرت صور إلتحاق عدد من الأميركيين بالرحلة التي من المقرر أن تنقلهم إلى قبرص.
ولجأت الولايات المتحدة إلى خيار نقل مواطنيها بحرا، في ظل وقف حركة الطيران عبر المطارات الإسرائيلية بسبب الصواريخ التي تطلقها المقاومة في غزة.
وفي شأن متصل، قالت السفارة الأميركية، في بيان، إنه من المتوقع فتح معبر رفح بحدود الساعة التاسعة بالتوقيت المحلي، وتوقعت أن تظل الحالة في المعبر متقلبة. وأضافت أنه من غير الواضح ما إذا كان سيُسمح للمسافرين بالعبور؛ كما نفت السفارة معرفتها بتوقيت حدوث ذلك.
من جانب آخر، أعلنت الخارجية الأميركية تعيين ديفيد ساترفيلد مبعوثا أميركيا خاصا للقضايا الإنسانية في المنطقة. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن ساترفيلد سيقود الجهود الرامية إلى معالجة الأزمة الإنسانية في غزة والتنسيق مع الشركاء لتقديم المساعدة المنقذة للحياة للفئات الأكثر ضعفا.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن المبعوث الجديد سيركز على ضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء المنطقة. وأكد أن ساترفيلد سيساعد في الجهود الرامية لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني خصوصا في غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومصر والأردن وإسرائيل.